بقلم - عبد الله المكي السباعي
كانت إشارتنا فيما سبق عند تعيين السيد الحسين أمزال عامل على إقليم تارودانت، مقالا مقتضبا عبر جريدة تمازيرت بريس المواكبة تحت عنوان " السيد العامل يرفع راية التحدي " من خلال وضعه لإستراتيجية جديدة وفريدة ودقيقة تنبني على سياسة ( المقاربة ) والعمل ثم العمل، وهي صور عشناها ونعيشها منذ تعيينه عاملا على الإقليم، و ينفرد بتحركاته و تنقلاته المستمرة ، و تغطيته الشاملة للإقليم و صولا إلى أعلى نقطة لوضع لمسات و مبادرات تجربته المتميزة ، هذه الأخيرة و ضعت شخصية السيد الحسين أمزال ضمن الشخصيات الناجحة وطنيا و بشهادات فخرية شرفية ، بفضل تطبيق السياسة السامية لجلالة الملك بحذافيرها مع الاجتهاد تبعا للمصلحة العامة ، تحت شعار واضح و جلي ( نريد جوابا ) ، أي تطبيق المشاريع المسطرة كتابة على أرض الواقع و عدم بقائها سجينة الأوراق والرفوف .
و من اجتهادات السيد العامل على سبيل المثال لا الحصر و التي لاقت استحسانا لدى ساكنة تالوين والنواحي ، تجنب استعمال عشبة الحناء الملونة و مادة ( الشبا ) على الأيادي النسائية العاملة ، مما يتسبب عنه من تشققات جلدية عكسية ، تختفي على إثرها البصمات و مخلفات الرائحة على نبتة الزعفران الذهب الأحمر و تعويضها بمادة طبية مرطبة( فازلين ) مفيدة للجلد ، من جهة و المنتوج الزراعي المحلي من جهة أخرى ، وبالتالي تبقى أيادي النساء محافظة على انوتثها .
يعتبر اقليم تارودانت الأكبر وطنيا ، و يتميز بتنوع تضاريسه و وعورتها و مناطقها الجبلية تعيش موجة من البرد القارس طبيعيا ، مما يهدد سلامة الساكنة ، خاصة فئة الأطفال الصغار ، من تلاميذ و تلميذات المدارس المنتشرة و المتفرقة هنا وهناك ، و قد كانت سياسة توفير وسائل النقل المدرسي بهذه المناطق قد ساعد في تجنب الهدر المدرسي القصري . لكن محاربة المخلفات الطبيعية و نتائج البرد القارس تستوجب التعبئة على جميع المستويات و الأصعدة ، من أجل توفير الحماية لهذه الفئات المتضررة ، و ذلك بتوفير مادة ( الفازلين ) داخل المؤسسات التعليمية التي يعاني تلاميذها من التشققات الجلدية الخطيرة ، منها ما يصيب الوجه و ينجم عنه سرطانات جلدية دائمة ، مما يؤدي إلى إصابات تغير ملامح الوجوه البريئة لتلاميذ و أطفال المناطق الباردة .
أما الأيادي فحدث و لا حرج ، تصاب بتشققات و جروح تؤدي إلى خروج قطرات من الدماء تقع على أوراق و كتب التلاميذ المكرهون ، و قد جاء من اجتهادات إحدى المعلمات بالمناطق الجبلية ، توفير مادة ( الفازلين ) بالقسم يستفيد منها التلاميذ عند دخولهم صباحا ، مما يكسبهم الرطوبة و الحرارة ، باليدين و الوجه و هذا من الحلول الناجعة التي تستوجب من وزارة التربية الوطنية دعم المدارس المتشعبة بهذه المادة الثمينة لفوائدها ، و العبرة لمن يعتبر يا أولى الألباب .