عفريت الحرية .... خريج بلا وظيفة
By : Shamsan Dabwan Saeed
[email protected]
كان جالسا في ساحة الجامعة في مكان وعر لا يصله احد إلا من ضاقت به الدنيا جسده على الأرض وأفكاره تسبح في عالم الخيال ، بيده كرتون ملون وقد طبع عليه اسمه وجنسيته وتخصصه وسنة التخرج ....... ماسكا بأطراف شاربه يداعبه ويلاطفه تارة ثم يخدعه تارة أخرى فيأخذ بعض منه عنفا يقتلعه بقوة ثم يعيده إلى مكانه ..... حتى إذا شعر بالألم ..... عطف أصابعه الأربع إلى خده ليرتاح قليلا ...... حتى إذا شعر بالتعب رفع يده إلى مقدمة شعر رأسه يتفردها شعرة بعد أخرى ......... شعر بالملل والتعب من الفراغ وهو يمثل مسرحية كتبت على جبينه " مسرحية العاطلين " كان بطلها أصابعه وشاربه وشعر رأسه وخديه بالإضافة إلى الشخصيات الخفية وهي المستقبل وأحلام العمل .
عندما شعر بالملل من التمثيل هرع إلى بوفية قريبة من الجامعة ..... جلس على الطاولة ورمى تلك الشهادة الكرتونية أمامه ينظر إليها ثم اخذ نفس عميق من أعماق قلبه ...... حضر إليه النادل معرضا عليه قائمة بالمشروبات المتوفرة ...... نظر إليه ثم ابتسم قائلا .... واحد احمر هروين ثقيل من اللي يطير الجن والأباليس ....... يعني كأس من الشاي مرّكز فسبحان من جعل العاطلين عن العمل يفهمون لغة بعضهم ....... وعلى جانبه شاب يصغره سنا يحمل حقيبة سوداء ...... يبدوا عليه علامات السرور والفرح يطالع في وجهه ثم ابتسم ....... اقترب منه قائلا كيف الحال يا أستاذ ...... يلتفت إليه قائلا الحمد لله بلهجة شعر بأنه لم يريد نطقها ...... دار حوار بينهما حتى تذكر الطالب أو الشاب الصغير بعد ذلك آن هذا الرجل هو الأستاذ الذي علمه في المدرسة قبل سنتين فترة التجربة العملية قبل سنة التخرج ....... وقد توظف الطالب بينما الأستاذ لم يكمل مسرحية العاطلين ..... غادر الطالب البوفية قائلا أي خدمات يا أستاذ ...... فأجابه شكر شكرا ........ بعد أن شرب الشاي عاد إلى مكانه يفكر في مستقبله ...... جن الليل وهو ما زال يمثل مسرحيته عاطلين بلا عمل ...عاد الى البيت ...... وفي صباح اليوم التالي وقد عاد الى نفس المكان ..... وبينما هو جالس ظهر رجل كثيف الشعر عريض المنكبين اسود اللون لا يرى منه إلا بياض الأسنان عندما يتكلم ...... وقف أمامه قائلا شبيك لبيك خادمك بين يديك ....... فأفاق الرجل قائلا ..... من أنت .... فقال عفريت من الجن ..... اطلب وتمنى ...... فما كان منه إلا القول أريد منك بيت في حي راقي من أحياء المدينة وأسافر إلى السعودية بلا جواز سفر ووظيفة حكومية حرة اعمل متى أشاء وأغيب متى أريد وبدون عقاب حتى وزير ..... ضحك العفريت قائلا .... إذن ما يجلس في هذا المكان إلا غبي ..... لو طلبت مني ذهبا لأعطيتك .... لكن أن تطلب الحرية والوظيفة الحكومية والسكن في حي راقي من أحياء المدينة ..... فهذا ما لا استطيع توفيره لنفسي ولو كانت قادر على ذلك لما وجدتني في هذا المكان واختفى غاضبا .
السفر بحرية إلى السعودية كنز لا يملك مفتاحه إلا الخونة والعملاء ....... والوظيفة الحكومية لشغل مناصب عليا لا تجوز لمن يحمل مؤهلات جامعية والأفضل أن يحمل مؤهلات صلة قرابة ... والسكن في الأحياء المدنية الراقية يتطلب منك الاثنين معا ..... إذن لا يوجد حل سوى الرحيل؟؟