محمد أمتول
تصنف مدينة تارودانت من بين المدن التاريخية الضاربة في القدم، مما يعطيها مكانة اعتبارية في مصاف المدن العريقة الناطقة بعبق التاريخ وعظمة الأجداد.
هذه الصورة التي تم طمس جل معالمها للأسف، بفعل قهر الإنسان، وغباءه في بعض الأحيان، تحتاج إلى جهد وإدراك ثقافي، لأجل الحفاظ على الموروث التاريخي للمدينة، أو بالأحرى ما تبقى منه.
إن أقل ما يمكن القيام به في هذا الاتجاه، إنشاء متحف يضم مخزونها الحضاري ويحفظ ذاكرتها وهويتها، ويكسر بعض الذي وسم بها من جرائم وفوضى، ويضع حدا للتطاول على تراثها المادي.
فهل تبادر الجهات المعنية وفي مقدمتها المجلس البلدي، للتفكير في برمجة هذا المتحف والاستثمار فيه معرفيا وسياحيا، وفاء للمدينة ولأجيالها الصاعدة؟ وهل اللجنة الثقافية التابعة للمجلس والتي لا نسمع لها همسا، تؤمن بقيمة المتاحف ودورها الريادي في إطار مشروع وبرنامج عمل ثقافي ورؤية مستقبلية، تدفع في اتجاه التعبئة الجماعية لتحظى مدينة تارودانت بقيمتها التاريخية الأصيلة؟ أم أن للسياسة حساباتها وأولوياتها؟